"فجوة الجوع".. 3 أشهر يعيشها سكان النيجر كل عام

يتم حصاد حقول الحبوب في النيجر، بنهاية الصيف من كل عام، وتكفي الاحتياطيات لتغطية احتياجات الأسر خلال تسعة أشهر من الجفاف، أي ما تبقى من العام تقريبًا، وعندما يتم استنفاد الاحتياطيات، فإن الفترة المتبقية والمعروفة محليًا باسم "فجوة الجوع" أو "موسم العجاف" تضع السكان في وضع هش للغاية.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمنظمة ACTED"أكتد"، اليوم الخميس، تقع منطقة تيلابيري في النيجر في قلب منطقة الساحل على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو، وفي هذه المنطقة الصحراوية، يجب أن يواجه سكان القرى المعزولة انعدام الأمن وتغير المناخ لضمان عيشهم خلال أكثر شهور العام جفافاً، حيث يعاني أكثر من 600 ألف شخص في المنطقة من انعدام الأمن الغذائي.

وبدعم من مكتب المساعدة الإنسانية، تقدم "أكتد" المساعدة للسكان المتضررين من الأزمات في ثلاث مقاطعات شمالية في منطقة تيلابيري: بانيبانغو وأبالا وأيورو، ويشمل تدخل “أكتد” أربعة أنواع من الأنشطة التي تستهدف الأسر الأكثر ضعفًا: المساعدة النقدية للحصول على الغذاء، ودعم تنويع النظام الغذائي خلال موسم الأمطار، ورعاية الأطفال المتأثرين بسوء التغذية، والأنشطة الجماعية لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.

ونقلت "أكتد"، عن سليمان، (45 عامًا)، مزارع من أيورو وأب لسبعة أطفال: "أنا مزارع وعائلتي كانت في وضع صعب حقًا، لأن المحاصيل لم تكن جيدة خلال السنوات الأخيرة، لذلك من الصعب جدًا اجتياز موسم العجاف، ولكن بفضل المساعدة الغذائية التي قدمها هذا المشروع، لقد تمكنت أنا وعائلتي من اجتياز موسم العجاف، نحن أكثر من ممتنين".

ونفذت "أكتد" من فبراير إلى أكتوبر 2021، 9 توزيعات على شكل قسائم وتحويلات نقدية إلى 2100 أسرة (16800 شخص) في مقاطعات أبالا وأيرو وبانيبانغو، بالإضافة إلى ذلك، تلقت 806 أسر 32500 فرنك إفريقي خلال موسم العجاف، أي ثلاثة أشهر من التوزيعات.

ونظمت "أكتد" توزيعات غذائية في شكل معارض وتحويلات نقدية، لتحسين الوصول إلى الغذاء للأسر الضعيفة،بالنسبة للمعارض، وزعت "أكتد" القسائم التي يمكن أن يستخدمها الأشخاص الأكثر ضعفًا لشراء الطعام الذي يختارونه من التجار الشركاء المحليين.

وقدمت "أكتد" التحويلات النقدية حتى تتمكن المجتمعات من الحصول على الموارد المالية لتغطية احتياجاتهم الغذائية، وخلال هذه التدخلات، تلقت كل أسرة ما يعادل 32500 فرنك أفريقي (نحو 55 دولار) في شكل قسائم أو نقدًا خلال موسم العجاف و16250 فرنكًا أفريقيًا (نحو 27 دولاراً) خلال الفترة المتبقية من العام، ويتوافق هذا مع المبلغ المطلوب لتغطية احتياجات الأسرة الغذائية لمدة شهر واحد (أي 2100 سعرة حرارية للفرد في اليوم).

ودعمت "أكتد" المنتجين الزراعيين في تطوير سوق البستنة، حيث قامت فرق "أكتد"، بالتعاون مع الخدمات الفنية للزراعة، بتدريب 90 شخصًا تم تزويدهم بالبذور وأدوات الزراعة، وفي نهاية التدريب، أنشأ المستفيدون مواقع إنتاج صغيرة (20 مترًا مربعًا) من المحاصيل المحمية بالأسوار تحت إشراف فرق "أكتد" على الرغم من القيود المناخية المسجلة هذا الموسم.

وتمكن المزارعون المشاركون في المشروع من إنتاج محاصيل غذائية مثل اللوبيا والبامية والكوسا، وهي محاصيل شائعة جدًا في المنطقة، لم يؤدِ هذا النشاط إلى تحسين الجودة التغذوية وتنوع النظام الغذائي للمستفيدين فحسب، بل وفر أيضًا مصدرًا تكميليًا للدخل من خلال بيع جزء من الإنتاج.

ومن أجل ضمان الوصول إلى سبل العيش لمجتمعات تيلابيري، نفذت "أكتد" أنشطة استصلاح الأراضي، بدعم من الخدمات البيئية، كما قامت فرق "أكتد" بتدريب 90 شخصًا على بناء هياكل لاحتجاز مياه الأمطار.